بناء المصطلح"العجيب والغريب والفانطستيك" بين قيود المعجم وقلق الاستعمال
صدر هذا الكتاب عن المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش، 2007
على وجه الكتاب:
على ظهر الكتاب:
«... ومن هنا نرى أن الإنكار سلوك لا يخرج عن ثلاثة أشكال مهما يكن عدد أنواع الخارق وأنماطه وأضربه، وهي: السؤال أو الرفض أو الخضوع.
يراد بالسؤال كل سلوك قائم على مبدإ الاستفهام، ومعنى ذلك أن المتلقي يستفسر عن سبب الخارق بوصفه ظاهرة مستقلة عنه، أو يستفهم عن طبيعة الوسائل التي وظفتها الظاهرة الخارقة في التأثير. وعلى هذا الأساس قد ينتج عن مبدإ السؤال والاستفهام استعداد المتلقي لقبول أي تفسير يراه ملائما، ثم اقتناعه بالظاهرة ورضاه بها للتكيف معها والتعايش في أجوائها. وقد يكون اقتناع المتلقي بأسباب الخارق وآثاره مقدمةً أولى يقوم بها العقل البشري نحو تأسيس المعارف وتأصيل العلوم.»
تقديم:
بسم الله الرحمن الرحيم
يتأسس المصطلح على مبدإ الاتفاق، ولهذا إذا كان المراد من المصطلح وحدة لغوية خاصة اتفق عليها عدد من العلماء والمفكرين من حيث اللفظ ومن حيث المعنى، فكيف يفهم هذا الاتفاق؟
في كثير من الأحوال يتقيد العلماء والباحثون، من حيث اللفظ، بأحكام النظام الصرفي العربي وقواعده واشتقاقه، إن لم تكن هناك ضرورة علمية مانعة. فالاتفاق بهذا المعنى هو نمط من الإجماع الحاصل بين العلماء على اختيار هذه الصيغة دون تلك، أو تعديلها لأسباب لغوية وفنية. وأما الاتفاق من حيث المعنى فيبدو أنه ضرب من الصناعة، بمعنى أن علماء مجال علمي معين قد «شحنوا» اللفظ بمدلول محدد بدقة ووضوح تامين. ومن ثمّ لا يمكن أن تكون الصناعة بهذا المعنى ناجحة إلا إذا كانت المفاهيم العلمية، والتصورات المنطقية، والمبادئ الأساسية منظمة في شكل مجموعات قائمة على شبكة محدودة من العلاقات المتجانسة.
وإذا كان مبدأ الاتفاق بهذا التحليل من حيث اللفظ ومن حيث المعنى هو الأساس النظري الذي يكتسب المصطلح على إثره بعدَه العلمي والوظيفي فقد يُتصور الاتفاق ويُفهم بأشكال متعددة، نقتصر على توضيح واحد منها فقط احتراما لوظيفة هذا التقديم([1]). ومن ثمّ أقول قد يُدرك الاتفاق على أنه شكل من أشكال القبول والاطمئنان، بمعنى أن الاتفاق لم يكن جماعيا في وقت معين وفي زمن محدد، بل يكون قد انطلق من اجتهاد عالم معين لوضع المصطلح، ثم حظي ذلك الاجتهاد بقبول جماعة معينة من العلماء والمختصين لاحقا، فتداولوه فيما بينهم بعد افتراض أنهم قد استوعبوا مدلوله واقتنعوا به. ولفهم هذا التصور نتخيل أن ما كان قد اقترحه «العالم الأول» من مدلول اصطلاحي قد تعرض للتطور بفعل المناقشة والنقد والاستدلال بعد التعديل والتحوير وما شابه ذلك من أشكال البناء النظري العلمي. ومع كل ذلك، فالقول إن أساس المصطلح هو مبدأ الاتفاق بين الجماعة العلمية هو قول فيه الكثير من التجاوز مادام أن الذي يعطي مشروعية الاتفاق والتواضع هو الاستعمال المطرد بلفظ واحد ومعنى محدد.
يقتضي الاتفاق إذن، الحرص على صياغة مدلول اصطلاحي والقصد من صناعته وتأسيسه على فهم واضح وعلى مبدإ ثابت وعلى رؤية خاصة، حتى يكون الخطاب العلمي بيّنا ويسهل التواصل بين العلماء أثناء اشتغالهم النظري في الأعمال العلمية.
ولذلك فما يفهم من هذا التحديد هو أن المصطلح، بعد إنتاجه وإنجازه، يتصف بالدقة
والوضوح والبساطة. فإذا كانت الدقة والوضوح من خصائص المعنى وصفاته، فإن
البساطة صفة من صفات اللفظ وخصائصه. قد يكون هذا التحديد منسجما من الناحية النظرية، أما من الناحية الإجرائية والعملية فإن الأمر يدعونا إلى التساؤل: لماذا يصطدم الباحث العربي بفوضى في استعمال المصطلح الواحد؟ ألم يكن المصطلح مبنيا أصلا على مبدإ الاتفاق؟ فلماذا الاختلاف ثابت في مختلف العلوم في الثقافة العربية؟ أعلة هذا الاضطراب في اللغة العربية بدعوى عجزها عن مواكبة تطور العلوم في الثقافات غير العربية؟ أمردّ هذه الفوضى إلى من يبحث في اللغة العربية ويشتغل بها؟
لمحاولة الإجابة عن هذه الأسئلة وما يتفرع عنها، ارتأينا أن ننطلق من افتراض يرى أن البحث العلمي العربي المعاصر في موضوع ما يعرف بالخوارق والعجائب ([2 لم يستطع بعدُ أن يؤسس لنفسه تصورا دقيقا ورؤية علمية واضحة لعجزه عن تجاوز الاضطراب الحاصل في استعمال مصطلحات عربية تراثية هي العجيب والغريب. وبما أن الافتراض يحتاج إلى استدلال يثبته، فإننا نعرض في هذا الكتاب، جملة من الحجج والأدلة التي تدعو إلى إعادة تنظيم مبادئ هذه المصطلحات وبناء عناصرها وما يتعلق بذلك من مفاهيم وتصورات ومعان، إنْ في صورتها المعجمية أو في صورتها الاصطلاحية.
وقد اقتضى منّا ذلك أن نتبع الخطوات التحليلية والاستدلالية التالية:
1. وصف الاضطراب ومحاولة حصر مصدره.
2. تحديد موضوع الخوارق وضبطه.
3. مدلول العجيب والغريب لغة واصطلاحا في التراث العربي.
4. العجيب والغريب وقابلية الاستبدال.
5. وجود الفانطاستيك le Fantastiqueأو عدم وجوده في التراث العربي.
قد حاولنا بهذه الخطوات أن نصف ما اعتقدنا أنه الداء في اضطراب المصطلح. ولهذا إذا كنا قد اقتصرنا على بعض المصطلحات العربية والغربية في علاقتها بالاستعمال في النقد العربي فإننا نظن ـ والله أعلم ـ أن في ذلك ما يدعو إلى تجنب ما يؤثر سلبا على مردودية البحث العلمي في الثقافة العربية.
وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من بين أشكال الاتفاق الجماعي حينما يتبنى العلماء والباحثون ما تقترح مؤسسة علمية مختصة من مصطلحات محددة وفق جملة من المعايير العلمية نتيجة فحص دقيق ودراسة عميقة.
(2) من المعروف حاليا أن الاستعمال اللغوي المراد منه مجال هذا البحث هو «العجائبي» و«الغرائبي»، لكننا آثرنا ترك ذلك لجملة من الأسباب التي سنعرضها لاحقا.
قراءة في كتاب: بناء المصطلح: (العجيب والغريب والخارق والفانطستيك) للدكتور عبد الحي العباس.
ردحذف- قراءة :هشام حادف
بعد قراءتنا لكتاب بناء المصطلح للأستاذ الدكتور عبد الحي العباس. نقدم بين يديه بعض الملاحظات التي سجلناها على الكتاب وله:
هذه الملاحظات التي لا تخرج عن أمرين اثنين:
الأول هو النظر إلى شكل الكتاب.
الثاني هو النظر إلى مضمون الكتاب.
شكل الكتاب
-لقد جاء الكتاب على الحجم الصغير إذ لا تتجاوز صفحاته 130 صفحة، يبدأ بمقدمة مهمة مهد بها الباحث لدراسة المصطلح العربي.
-لقد قسم الكاتب كتابه تقسيمات ارتضاها إذ لم يعتمد التصنيفات المألوفة (فصل-مبحث-قسم...)
-عادة ما يلجأ إلى وضع خلاصة لكل فصل انتهى منه وهي طريقة ممتازة في التأليف تجعل القارئ غير تائه في دروب الدراسة وفي نهاية الكتاب هناك خاتمة تعتبرخلاصة لما تم ذكره في تضاعيف البحث.
مضمون الكتاب:
لا أروم في هذا النقطة تقديم قراءة نقدية للكتاب لأني لست من أهل التخصص، وإنما أود تسجيل بعض الملاحظات التي بدت لي جديرة بالتدوين.
1)وجود بعض الأخطاء (المطبعية) وهي كالآتي:
*المستظرف ص 59 السطر الثاني والصحيح هو المستطرف
*مرادفين يكن ص67 السطر الخامس والصحيح هو يكون
2)*وجود بعض الأخطاء نحسبها أخطاء منهجية ففي الصفحة 38 عندما مهد الكاتب لدراسة المستوى الاصطلاحي للعجيب ذكر أن كتاب القزويني يعد مرجعا مركزيا لمختلف الدراسات والأبحاث المعاصرة في موضوع الخارق، دون أن يذكر اسم الكتاب.
*في الصفحة 39 ذكر الكاتب أن القزويني "وضع حدودا بين العجيب والغريب مميزا هذا من ذلك"
لكن في الصفحة 65 السطر 11 نجد نقيض هذا الكلام يقول الباحث "ولم يميز القزويني العجيب من الغريب إلا أنه فهم موضوع الخوارق على أنه موضوع مركب بالضرورة".
3)عندما انتقل الباحث من الحديث عن المستوى المعجمي للعجيب والغريب إلى المستوى الاصطلاحي لهما، اعتمد كتابا واحدا وهو "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" للقزويني. مما يدفعنا إلى التساؤل، هل لا توجد كتب أخرى تناولت المصطلحين بالدراسة غير كتاب القزويني؟
4)تحدث الكاتب في ما عنونه بخلا صات ص115 عن أن الدراسة عالجت مصطلحات العجيب والغريب والخارق من جوانب متعددة ولم يتطرق إلى ذكر الفانتسطيك في هذه الخلاصات.
هذه بعض الملاحظات التي نسجلها على الدراسة أما ما نسجله لها فهو أنها:
*دراسة دقيقة جادة لمصطلح (العجيب والغريب والخارق والفانطستيك)، ودقتها تتبدى في الرجوع بالمصطلحات إلى بيئتها الأصلية التي نشأت فيها، والوسط التداولي الذي أنتجها.
وتتجلى كذلك في عدم الوقوع في الخلط بين المصطلحات المقصودة بالدراسة ذلك الخلط الذي وقع فيه العديد من الباحثين العرب من مثل المصطفى الشادلي، وحمادى المسعودي ونعيمة بنعبد العالي، ولعل ذلك هو السبب الرئيس الذي دفع بالباحث إلى دراسة تلك المصطلحات وفكها من حبال الترجمة، وتحريرها من الاستعمالات الخاطئة، وهذه هي طريقته في دراسة المصطلح دليلنا على ذلك هو أننا رأيناه ونحن ندرس على يده مادة فقه اللغة يفرق بين(فقه اللغة، الفيلولوجيا، وعلم اللغة) بالطريقة نفسها التي اعتمدها في دراسته للعجيب والغريب.
-لقد استنتج الباحث أن مصطلح الخارق مصطلح يمكن أن يعوض العجيب والغريب معا.
السلام عليكم
ردحذفكيف أحصل على الكتاب في السعودية/الرياض
السلام عليكم
ردحذفأبارك لكم صدور هذا الكتاب
وأريد الحصول على نسخة منه
أنا في السعودية/الرياض
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
ردحذفأبارك لكم صدور الكتاب
وأريد الحصول على نسخة منه إذا تكرمتكم
أنا في السعودية
الرياض