عن النحت في العربية المعاصرة
(نشر هذا المقال بمجلة ( اللسان العربي ) في عدد:52، ديسمبر 2001) يجد الباحث في كتب اللغة العربية الكلاسيكية بغير عناء ظاهرة النحت ووظيفته، وهي وظيفة تقوم على مبدإ الاختصار والاختزال. فالنحت هو «أن تؤخذ كلمتان وتنحت منهما كلمة تكون آخذة منهما جميعا بحظ. والأصل في ذلك ما ذكره الخليل من قولهم حيعل الرجل، إذا قال حيَّ على.»(1) ما يفهم من تعريف ابن فارس (ت: 395) هو إنشاء كلمة جديدة، بعض حروفها موجودة من قبلُ في كلمتين أو أكثر. وقد أدى هذا الفهم بالكثير من العلماء إلى اعتبار النحت نوعا من الاشتقاق ميزوه من الصغير والكبير بمصطلح الاشتقاق الكبّار. ومهما يكن من أمر التسمية فإن وظيفة النحت تقتضي منا أن نتساءل عن دواعي الاختصار؟ وعمّن يقوم به؟ كما تدعونا إلى البحث عن تفسير ملائم لأسباب اطراد هذه الظاهرة في العربية الكلاسيكية وشذوذها في العربية المعاصرة. قبل الإجابة عن هذه الأسئلة يستحسن أن نستحضر النماذج اللغوية العربية التي اختصرها النحت إلى كلمة. وقد اقتضى ذلك أن نصنف هذه النماذج إلى مجوعات محددة: